معاني أسماء الله الحسنى كيف نستفيد منها في تعديل سلوكنا في التعامل مع الطالبات .

فضل العلم بأسماء الله تعالى و صفاته :

أولاً : أن هذا العلم من أشرف العلوم وأفضلها و أعلاها مكانه وأرفعها منزله .

ثانياً : إن معرفة الله والعلم به تدعو إلى محبته و تعظيمه وإخلاص العمل له ولزوم أوامره و البعد عن نواهيه .

ثالثاً : أن الله سبحانه يحب أسماءه و صفاته ويحب ظهور آثارها في خلقه فهو وتر يحب الوتر , جميل يحب الجمال.

رابعاً : إن أحد أركان الإيمان الستة الإيمان بالله و هذا يقتضي معرفة أسمائه و صفاته فكلما ازداد العبد معرفة بها ازداد معرفة بربه و إيماناً به .

خامساً : أن العلم بأسماء الله و صفاته أصل الأشياء كلها لأنه سبحانه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته و أن أفعاله كلها دائرة بين الحكمة و الرحمة و العدل لا يخرج شئ منها عن ذلك فكل ذلك يورث اليقين و قوة الإيمان و تمام التوكل على الله .

سادساً : أن معرفة الله و معرفة أسمائه و صفاته تجارة رابحة , و إن القلب إذا أطمأن بأن الله ربه وإلهه أقبل عليه و جد و اجتهد في العمل بما يرضيه .

أركان الإيمان بالأسماء الحسنى :

1) الإيمان بالاسم .

2) الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى .

3) الإيمان بما يتعلق به من الآثار .

فنؤمن بأنَّ الله رحيم ذو رحمة وسعت كل شيء ، ويرحم عباده ، قدير ذو قدرة ، ويقدر على كل شيء ، غفور ذو مغفرة ويغفر لعباده .

مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى :

والتي من أحصاها دخل الجنة

المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها .

المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها .

المرتبة الثالثة : دعاؤه بها كما قال تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } الأعراف الآية 180

      وهو مرتبتان 1-  ثناء وعبادة .

                  2- دعاء وطلب فيسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم مثال الجبار ( ياجبار اجبر ضعفي ) ( ياجبار اجبر كسري )

الله
 لهذا الاسم خصائص و ميزات اختص بها .
1- أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى ، و سائر الأسماء مضافة اليه ، قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) .
2- إنه مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى ، فهو الاسم الذي مرجع سائر أسماء الله الحسنى اليه ، و مدار معانيها عليه .
أحسن ما قيل في معناه ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( الله : ذو الألوهية و العبودية على خلقه أجمعين ) رواه ابن جرير في تفسيره
أي الذي له أوصاف الجلال و الكمال و العظمة التي استحقّ لأجلها أن يؤله و أن يخصّ وحده بالذُّل و الخضوع و الانكسار .

وقيل أن الاسم الله مشتق من ( وله ) و هو ذهاب العقل و الحيرة و قيل مشتق من ( الهت إلى فلان ) أي سكنت إليه

الرّبّ  
 معنى الربَّ: أي ذو الُّربوبية على خلقه أجمعين خلقاً و مُلكاً و تصرُّفاً و تدبيرًا وهو مشتق من التربية فالله سبحانه و تعالى مدبر لخلقه و مربيهم و مصلحهم و جابرهم ,

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- يجب على كل مكلف أن يعلم أن لا رب له الإ الله وحدة و أن يحسن تربية من ولاه الله أمرهم فيقوم بأمرهم و مصالحهم كما قام الحق به و يحفظهم ما استطاع جهداً كما حفظه الله .

الرّحمن ، الرّحيم
 هذان الاسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة و الرحمن أشد مبالغة من الرحيم .
وفي هذين الاسمين دلالة على كمال الرحمة التي هي صفة الله سبحانه

قال الله تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف 156

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- أن ترحم نفسك بطلب النجاة من النار و الفوز بالجنة بتقوى الله و حفظ  حدوده و العمل بما يرضيه

- أن تتصف بالرحمة فتعين و تنقذ الغرقى و الهلكى و تسد الرمق و أشبه ذلك و هذا واجب .

- أن ترجو رحمة الله و عطفه بعد ما رأيت آثار الرأفة والرحمة في خلقه عز وجل .

- أن ترحم من هم تحت يدك .

الحيّ ، القيوم
و هما اسمان وردا في القرآن مقترنين في ثلاثة مواضع أولهما في آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)

و اسمه تبارك و تعالى : ( الحيّ ) فيه إثبات إن الحياة صفةً لله ، و هي حياةٌ كاملة ليست مسبوقة بعدم ، و لا يلحقها زوالٌ و فناء ، و لا يعتريها نقصٌ و عيب

و اسمه ( القيوم ) فيه إثبات القيوميّة صفة له ، وهي كونه سبحانه القائم بتدبير ما خلق .
ثمرة معرفة هذا الاسم :

- أن تيقن أنه لا أحد يستحق أن يؤله و يعبد و يصلى له و يسجد غير الله يورث حياة القلوب

- قال أبن تيمية ( لهذين الإسمين تأثيراً على حياة القلوب وكان يشير إلى إنهما الاسم الأعظم ,

- أن يودي حق من ولاه الله أمر القيام بأمرهم .

- أن يحي ضميره و يقوم بما أوجب الله عليه .

الخالق ، البارئ ، المصوّر
و قد جمع الله هذه الأسماء الثلاثة في قوله سبحانه : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)

فالخالق هو المقدِّر للأشياء على مقتضى حكمته و البارئ الموجد لها بعد العدم و المصوّر أي المهئ لمناظر الأشياء ،

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- التسليم و العبودية التامة لله عز وجل الذي أوجد من العدم

- يتبرأ من حول نفسه و قوته والالتجاء لله عز وجل و الطاعة و الخضوع له سبحانه .

- أن لا يغتر بنفسه ( جمالة , قوته , مهاراته ) فهذا كله بحول من الله وقوته بل عليه شكر النعمة و أداء حقها .

- إن كل ما حولنا من صنع الله الذي أتقن كل شئ فلا نزدري أو نعيب أحد .

- حب الإتقان و التخطيط للعمل كي نتصف بمعنى هذا الإسم .

الرزّاق ، الرّازق
وقد ورد اسم الله (الرزّاق) في موضع واحد من القرآن الكريم ، و هو قول الله تعالى : ( إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ) .
وورد اسم ( الرّازق) بصيغة الجمع في مواضع منها قوله تعالى : (وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ) ،

الله سبحانه هو الرزَّاق أي : المتكفل بأرزاق العباد القائم على كل نفس بما يقيمها .

و رزق الله لعباده نوعان :
الأول :رزق عام يشمل البر و الفاجر و المؤمن و الكافر و الأوّلين و الآخرين و هو رزق الأبدان ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا) ، و عليه فليس كثرة هذا الرِّزق في الدّنيا دليلاً على كرامة العبد عند الله كما أن قلَّته ليس دليلاً على هوانه عنده .

النوع الثاني : رزق خاص ، و هو رزق القلوب و تغذيتها بالعلم و الإيمان و الرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، و هذا خاص بالمؤمنين .

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- أن يرجع العبد في طلب ما يريد إلى ربه و لا يتوكل إلا عليه .

- أن يعطي من يحتاج مما رزقه الله شكراً لله على نعمته فارزق مما رزقك الله يأتيك الخلف من الله .

- أن لا يجري الإنسان في طلب الرزق و ينسى  ما كلفه الله به فإن رزقه المقدر سوف يصل إلية إن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ان روح القدس نفث فى روعى انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ,فاتقوا الله واجملوا فى الطلب ) صححه الألباني

الصّمـــد
 معناه : السّيد الذي كمل في علمه و حكمته و حلمه و قدرته و عزته و عظمته و جميع صفاته ، الذي صمدت اليه جميع المخلوقات ، وقصدته كلُّ الكائنات بأسرها في جميع شؤونها .

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- أن لا يقصد الإنسان و لا يلجأ إلا إلى الله .

- لا واسطة بين الله و بين عبيده فهو مقصودة و ملجأه .

- الرجوع إلى الكتاب و السنة التي أنزلها الله الصمد الذي كملت صفات كماله و علمه و ذلك في جميع شؤون الحياة .

الـوهَّــــاب
الوهَّاب : هو كثير الهبة و المنَّة و العطية ، فالله جلّ و علا وهَّابٌ ، يهبُ لعباده من فضله العظيم ، و يوالي عليهم النِّعم ، و يوسِّع لهم في العطاء .

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- إن كل ما وصل إلى العبد هو هبة من الله .

- هب لغيرك مما وهبك الله .

- لا تكن ممن يكتم المعرفة و العلم وهب لغيرك مما وهبك الله منه حتى تنجو من عقوبته يوم القيامة .

- قيل إن أبو على الثقفي كان يكثر على لسانه ذكر أسم الله الوهاب لذا كثر ماله .

- إذا إيقن العبد أن الله هو الوهاب لم يرفع حاجته إلا إليه و لم يتوكل إلا عليه .

الفتَّـاح
قال الله تعالى : ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَق وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ ) .
و معنى هذا الاسم : أي الذي يحكم بين عباده بما يشاء ، و يقضي فيهم بما يريد ، و يمنّ على من يشاء منهم بما يشاء ،لا رادّ لحكمه ، و لا معقِّب لقضائه و أمره ، قال الله تعالى : ( مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ) .
ثمرة معرفة هذا الاسم :

- اليقين التام أن الله هو الفتاح لكل مستغلق و هذا يستوجب من العبد حسن توجهٍ إلى الله وحده بأن يفتح له أبواب الهداية و أبواب الرزق و أبواب الرحمة ، و أن يفتح على قلبه بشرح صدره للخير .

- إذا فتح الله أقفال قلبك وبصيرتك للحق أعمل على حل أقفال القلوب الجاهلة بما فتح الله عليك من الخير وكن  فتاحاً كما فتح الله عليك و أحسن كما أحسن الله إليك , و إذا فتح الله عليك أبواب الرزق فإنفق فإنك تنفق من خزائن الله التي لا تنفذ .

كن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر لقوله صلى الله عليه وسلَّم: ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه )) صحيح ابن ماجه: 19

السَّميع
( السميع ) : هو الذي يسمع جميع الأصوات على اختلاف الّلغات و تفنن الحاجات ، و قد استوى في سمعه سرُّ القول و جهره ( سَوَآءٌ منْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلْلَّيْلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ) .

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- سماع الآيات و تدبرها و فهم معانيها و تطبيق ما فيها .

- السماع و الإنصات والاستجابة لكل ما هو خير من أحاديث الرسول والخطب و المواعظ .

- حسن السماع لمن حولنا و حسن فهم مرادهم و عدم التأويل و التفسير الخاطئ لما يقولون و حسن الظن بهم .

البصير
( البصير ) : أي : الذي يرى جميع المبصرات ، و يبصر كل شئ و إن دق و صغر ، و يرى تبارك و تعالى تقلبات الأجفان ، و خيانات العيون .
ثمرة معرفة هذا الاسم :

- الذّل و الخضوع و دوام المراقبة و الإحسان في العبادة والبعد عن المعاصي و الذنوب .

- التأمل و النظر في مخلوقات الله فينظر إلى كمال قدرته سبحانه وتمام حكمته و شمول علمه .

- التبصر و التفكر في أسماء الله و صفاته و في أوامره و نواهيه و وعده ووعيده و تدبر حكمته و فضله و رحمته سبحانه .

العليم
 أي : الذي أحاط علمه بالظواهر و البواطن و الإسرار و الإعلان ، و بالعالم العلوي و السُّفلي ، بالماضي و الحاضر و المستقبل ، فلا يخفى عليه شئ من الأشياء علم ما كان و ما سيكون ، و مالم يكن أن لو كان كيف يكون ،
ثمرة معرفة هذا الاسم :

و للإيمان بهذا الاسم العظيم آثار مباركة على العبد ، بل هو أكبر زاجر و أعظم واعظ .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : ( أجمع العلماء على أنه أكبر واعظ و أعظم زاجر نزل من السماء الى الأرض ، ... و لا تكاد تقلب ورقة واحدة من أوراق المصحف الكريم إلا وجدت فيها هذا الواعظ الأكبر و الزاجر الأعظم ( بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، ( وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، ( يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ ) ، ( وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا )

- فينبغي علينا جميعا أن نعتبر بهذا الزّاجر الأكبر ، و الواعظ الأعظم ، و أن لا ننساه لئلا نهلك أنفسنا .

- أن يكون العبد شديد الحرص على محاسن الأخلاق , و عدم الاعتزاز بعمله و تلبيس إبليس .

- الحرص على العلم الشرعي الذي يعين العبد على حسن العبادة و يقرب العبد من الله . قال تعالى (اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائدة 98

الّلطيف ، الخبير
و هما اسمان تكرَّر ورودهما مجتمعين في عدّة آيات من القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )

أمّا الخبير: فمعناه : الذي أدرك علمُه السرائر ، واطّلع على مكنون الضّمائر ، وعلم خلفيات البذور ، و دقائق الذّرّات ، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفيّة التي هي غاية اللّطف و الصغر ، و في غاية الخفاء ، و من باب أولى و أحرى علمه بالظواهر و الجليّات .
و أمّا اللّطيف فله معنيان :
أحدهما : بمعنى الخبير وهو أن علمه دقّ ولطُف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات.
المعنى الثاني : الذي يوصل إلى عباده و أوليائه مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها.

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- الرفق بعباد الله واللطف بهم .

- شكر الله على نعمة الجزيلة و لطفه بنا و التي لا غنى لنا عنها .

العفوّ ، الغفور
قال الله تعالى : ( ذٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ )

و العفوّ : هو الذي يمحو السيئات ، و يتجاوز عن المعاصي ، و هو قريب من الغفور ، و لكنه أبلغ منه ، فإنّ الغفران ينبئ عن السِّتر ، و العفو ينبئ عن المحو ، و المحو أبلغ من السِّتر ، و هذا حال الإقتران ، أما حال انفرادهما فإن كلّ واحد منهما يتناول معنى الآخر .
و عفوه تعالى نوعان :
النوع الأول : عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار و غيرهم ، بدفع العقوبات ، و المقتضية لقطع النّعم عنهم ، فهم يؤذونه بالسَّب و الشَّرك و غيرها من أصناف المخالفات ، و هو يعافيهم و يرزقهم و يدرّ عليهم النعم الظاهرة و الباطنة ،

و النوع الثاني : عفوه الخاص ، و مغفرته الخاصّة للتائبين و المستغفرين و الدّاعين و العابدين ، و المصابين بالمصائب المحتسبين ، فكلّ من تاب إليه توبة نصوحا  فإنّ الله يغفر له , قال تعالى : (قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ )
و قد وعد بالمغفرة و العفو لمن أتى بأسبابها كما قال سبحانه : ( وَإِني لَغَفَّارٌ لمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ )

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- أن يتخلق الإنسان بالعفو و التسامح مع الآخرين حتى على من جنى عليهم ليدخل فيمن مدحهم الله بالعفو قال تعالى (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) الشورى 40
- كثرة الإستغفار و التوبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف ) سنن ابي داود

الحفيظ ، الحافظ

قال الله تعالى : ( إِنَّ رَبي عَلَىٰ كُل شَيْءٍ حَفِيظٌ ) ، و قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

و هذان الاسمان العظيمان دالان على أن الله سبحانه موصوف بالحفظ ، و حفظه تعالى لعباده نوعان عام و خاص .

فالعـــام : حفظه لهم بتيسيره لهم الطعام و الشراب و الهواء ، و هدايتهم إلى مصالحهم ، و حفظهم بدفع أصناف المكاره و المضّار و الشّرور عنهم ، و هذا الحفظ يشترك فيه البر و الفاجر بل الحيوان و غيرها .

و الخـــاص : حفظه لأوليائه _ إضافة إلى ما تقدم _ بحفظ إيمانهم من الشبه المضلة و الفتن الجارفة و الشهوات المهلكة ، فيعافيهم منها ، و يحفظهم من أعدائهم من الجن و الإنس فينصرهم عليهم و يدفع عنهم كيد الأعداء و مكرهم ، كما قال سبحانه : ( إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ ) ، و على حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه .

و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم كما في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما : ( احفظ الله يحفظك ) . رواه أحمد و الترمذي

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- على العبد إن يحفظ حدود الله و يحفظ جوارحه من الحرام .

- أن يدعو الله أن يحفظه في الأولى و الآخرة .

- أن يحفظ حقوق الأخرين .

الشّكور ، الشّاكر

و قد و رد اسم ( الشّكور ) في أربعة مواضع من القرآن منها:
قال الله تعالى : ( لِيُوَفيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم من فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )

وورد ( الشّاكر ) في موضعين منها:
قال تعالى : ( وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ )

و جميع هذه المواضع الستّة التي ورد فيها هذان الاسمان مواضع امتنان من الله عزّ و جلَّ بإثابته المطيعين ، و توفيه الأجور ، و الزيادة من الفضل ، و المضاعفة للثواب ، و هذا مما يبين لنا معنى هذين الاسمين ، و أن الشكور الشاكر : هو الذي لا يضيع عنده عمل عامل ، بل يضاعف الأجر بلا حسبان ، الذي يقبل اليسير من العمل ، يثيب عليه الثواب الكثير و العطاء الجزيل.
ثمرة معرفة هذا الاسم :

- أن لا تتقوى بنعم الله على معصيته .

- دوام شكر الله على نعمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ) سنن ابي داود

- الاستعانة بالشكر على طاعة الله . كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تتورم ، أو تنتفخ ، قدماه ، فيقال له ، فيقول : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) رواه البخاري

- على كل مسلم أن يشكر من أسدى إليه معروفاً فهو يشكر من أجرى الله على يديه النعمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) سنن الترمذي

الودود

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم و دلالاته : ( الودود ، أي : المتودِّد إلى خلقه بنعوته الجميلة ، و آلائه الواسعة ، و نعمه الخفية و الجليلة ، فهو الودود بمعنى الوادّ ، و بمعنى المودود ، يحب أولياءه و أصفياءه و يحبونه ، فهو الذي أحبّهم و جعل في قلوبهم المحبّة ، فلما أحبُّوه أحبَّهم حبًّا آخر جزاء لهم على حبِّهم ..)

ثمرة معرفة هذا الاسم :

-  إذا عَرفَ العبدُ بأنَّ ربَّه سبحانه وَدودٌ يحبُّ أولياءه و يحب من أطاعه  و لا يحب الظالمين ، فإنه يطيع أمره ، و يفعل ما يحبه و يرضاه ، و أن يتقرب إليه سبحانه بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، و حب ما يحب من الأقوال و الأعمال ، فبذلك تُنال محبةُ الله ، قال تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )

- أن يكون ودوداً في تعامله مع إخوانه المسلمين لأن الله يحب أن يري أثر أسمائه على خلقة فهو جميل يحب الجمال

الحسيب ، الكافي

و ( الحسيب ) : هو الكافي الذي كفى عباده جميع ما أهمَّهم من أمور دينهم و دنياهم .
و من معاني الحسيب أنه الحفيظ على عباده كلَّ ما عملوه ، أحصاه الله و نسوه ، و علم ما يستحقون من الجزاء و مقدار ما لهم من الثواب و العقاب .
و ( الكافي ) : الذي كفاية الخلق وكل ما أهمّهم بيده سبحانه ، و كفايته لهم عامّة و خاصّة :
أما العامَّة : فقد كفى تعالى جميع المخلوقات و قام بإيجادها و إمدادها و إعدادها لكِّل ما خُلقت له ، و هيّأ للعباد من جميع الأسباب ما يغنيهم و يقنيهم و يُطعمهم ويَسقيهم .
و أمّا كفايته الخاصّة : فكفايته للمتوكِّلين ، و قيامه بإصلاح أحوال عباده المتّقين (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) أي كافِيه كل أموره الدينية و الدّنيوية ، و إذا توكَل العبد على ربِّه حقَّ التوكل بأن اعتمد بقلبه على ربِّه اعتمادًا قويًّا كاملاً في تحصيل مصالحه و دفع مضارٍّه ، و قَوِيَتْ ثقتُه و حَسُنَ ظنُّه بربِّه ، حصلتْ له الكفاية التَّامة ، و أتم الله له أحواله و سدَّده في أقوله و أفعاله ، و كفاه همّه و كشف غمّه .
قال بعض السَّلف : جَعَلَ الله تعالى لكلِّ عمل جزاءً من جنسه ، و جَعَل جزاءَ التوكل عليه نفسَ كفايته لعبده فقال : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) و لم يقل : نؤته كذا و كذا من الأجر ، كما قال في الأعمال ، بل جعل نفسَه سبحانه كافـيَ عبدِه المتوكِّلِ عليه و حسبَه وواقيَه .

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- أن يعلم العبد أن الله أسرع الحاسبين وأن يحاسب نفسه على تقصيره و يكثر من الاستغفار. 

- أن يعفو و يصفح و لا يحاسب أخوانه على كل صغيرة و كبيره عسى الله أن يخفف حسابه .

- أن يكون العبد متوكلاً حق التوكل على الله لا تشغله الهموم و أن يلجأ إلى الله و لا يرجو سواه فهو حسبه و كافيه .

- أن يعين أخوانه و يسعى في تفريج كربهم و تقليل همومهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر ، أو يضع عنه ) رواه مسلم .

الــجبّــار

و قد ذُكر هذا الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم مقروناً باسم الله ( العزيز ) في قوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )
و الجبّار له ثلاثة معانٍ :
الأوّل : بمعنى القهّار ، فهو سبحانه القاهر لكل شئ ، الذي دان له كلُّ شئ ، و خضع له كل شئ ، لا حاكم إلا هو ، و لا رب غيره ، و لا إله سواه .
الثاني : يرجع إلى لطف الرّحمة و الرّأفة ، فهو الذي يجبر الكسير ، و يغني الفقير ، و ييسر العسير ، و يجبر المريض و يجبر جبراً خاصا قلوبَ الخاضعين لعظمته وجلاله ، و قلوب المحبين له الخاضعين لكماله ، و قول الداعي : ( اللهم اجبرني ) يراد به هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد و دفع جميع المكاره و الشرور عنه ، وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول بين السجدتين : ( اللهم اغفر لي و ارحمني و اجبرني و اهدني و ارزقني ) رواه الترمذي و ابن ماجه .
الثالث من معاني الجبّار أي : العليّ على كل شئ ، الذي له جميع معاني العلو : علو الذات ، و علو القدر ، و علو القهر .

و الجبروت لله وحده ، و من تجبّر من الخلق باء بسخط الله و استحقَّ و عيده ، و قد توعد جلّ و علا من كان كذلك بالنكال الشديد و الطبع على القلوب ودخول النار يوم القيامة ، قال تعالى : (كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار ٍ )
وروى أحمد و الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما ، و أذنان يسمع بهما ، و لسان ينطق به ، فيقول : إني وكّلت بثلاث : بكلّ جبَّار عنيد ، و بكلَّ من ادَّعى مع الله إلها آخر ، و المصوٍّرين ) .

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- من عرف أسم الله الجبار بمعنى الإصلاح و الجبر عامل العباد بكل خير و إصلاح بقدر ما يستطيع .

-  من عرفه بمعنى القهر قهر نفسه لطاعة الله .

- أن لايرجو و لايستعين بغير الجبار .

- أن لا يتجبر على خلق الله حتى لا يدخل في وعيده .

الـشَّافي

و هو من الأسماء الثابتة في السّنة النّبوية ، فقد ثبت في ( الصحيحين ) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى و يقول : ( اللهمّ ربَّ النّاس ، أذْهب الباسَ و اشفِه أنت الشّافي ، لا شفاءَ إلا شفاؤك ، شفاءً لا يُغادر سَقَماً ) .
و معنى الشّافي : الذي منه الشفاء ، شفاء الصدور من الشبه و الشكوك و الحسد و الحقد و غير ذلك من أمراض القلوب ، و شفاءُ الأبدان من الأسقام و الآفات ، ولا يقدر على ذلك غيره فلا شفاء إلاَّ شفاؤه ، ولا شافي إلا هو ، كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) أي : هو وحده المتفرِّد بالشِّفاء لا شريك له ، و لذا وجب على كل مكلَّف أن يعتقد عقيدة جازمة أنه لا شافي إلا الله .
و لهذا فإن من أحسن الوسائل إلى الله جلّ و علا في طلب الشفاء من الأسقام و الأمراض التوسلَ إليه بتفرُّده وحده بالربوبية و أنَّ الشفاء بيده وحده ، و أنه لا شفاء لأحد إلا بإذنه

و اعتقاد العبد و إيمانه بأنَّ الشافي هو الله وحده ، و أن الشفاء بيده ليس مانعاً من بذل الأسباب النافعة بالتداوي و طلب العلاج و تناول الأدوية المفيدة ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أحاديثُ عديدةٌ في الأمر بالتداوي و ذكر أنواع من الأدوية النافعة المفيدة ، و أن ذلك لا ينافي التوكل على الله و اعتقاد أنَّ الشفاء بيده .
فقد روى البخاري في ( صحيحه ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء ) .
و في ( المسند ) عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاءً ، علمه من علمه و جهله من جهله ) .
ثمرة معرفة هذا الاسم :

- التوكل على الله وطلب الشفاء منه سبحانه و بذل الأسباب بالرقى و العلاج النافع مع اليقين التام بأن الله هو الشافي .

الأوّل و الآخر ، و الظّاهر والباطن

و قد وردت هذه الأسماء الأربعة مجتمعة في موضع واحد من القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ( هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ ) - الحديد 3-

و خير ما تفسر به هذه الأسماء الحسنى و يبين معناها ما ورد في السنة النبوية

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : ( اللهمَّ ربَّ السّموات وربَّ الأرض و ربَّ العَرْش العَظيم ، ربَّنا و ربَّ كلَّ شئ ، فالِقَ الحبِّ و النّوى ، و مُنْزِلَ التّوراة و الإنجيل و الفرقان ، أعوذُ بكَ من شَرِّ كلِّ شئ أنت آخذٌ بناصيته ، اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شئ ، و أنت الآخر فليس بعدك شئ ، و أنت الظّاهر فليس فوقك شئ ، و أنت الباطن فليس دونك شئ اقضِ عنَّا الدَّيْن و أَغْننا من الفقر ) . روى مسلم في ( صحيحه )

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- الله هو الأول مسبب الأسباب المبتدئ بالإحسان و هو الأخر الذي تعود إليه الخلائق فلا تركن للأسباب فهو الدائم الباقي فيبقى الإنسان مفتقر إلى الله فإن الأمر ابتداء منه و انتهاء إليه .

- الله هو الباطن فهو أقرب إلى الإنسان من نفسه فهو يعلم السر و أخفى فيسعى العبد إلى إصلاح سره وجهره .

- الله هو الظاهر الذي ملجأ العبد له في كل شؤونه و يفر منه إليه .

السّلام

و هو اسم ورد في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى : ( هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .
و معنى هذا الاسم الكريم : السلام من جميع العيوب و النقائص ، لكماله في ذاته و صفاته و أفعاله ، فهو جل و علا السلام الحق بكل اعتبار ، سلامٌ في ذاته عن كل عيب و نقص ، سلام في صفاته من كل عيب و نقص ، و سلام في أفعاله من كل عيب و نقص وشر و ظلم و فعل واقع على غير وجه الحكمة ، وهو سبحانه السلام من الصاحبة و الولد ، و السلام من النظير و الكفء و السميّ و المماثل ، و السلام من النّد و الشريك .
و هو اسم يتناول جميع صفات الله تعالى ، فكل صفةٍ من صفاته جلّ و علا سلام من كل عيب و نقص ،

ثمرة معرفة هذا الاسم :

- الرضا بقضاء الله فقضاءه سلام لا شر فيه .

- الرضا بشرع الله و أحكامه وحدوده لأنها سلام لا نقص فيها .

- إفشاء السلام بين العباد فإنه من أفضل خصال الإسلام .

- إن يسلم المسلمين من أذاه و شره قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) رواه البخاري

- سلامة الدين من البدع و الشبهات .

- البعد عن كل ما يعيب الإنسان من الشهوات و الغضب لان الله سلام من كل نقص و عيب فيحب أن يكون المؤمن سلام من العيوب .

المراجع :

•        الجامع لأسماء الله الحسنى ( ابن القيم الجوزيه , القرطبي , ابن كثير , العلامة السعدي )

•        فقه الأسماء الحسنى ( عبدالرزاق البدر )

•        مختصر فقه الأسماء الحسنى ( عبدالرزاق البدر )

•        مختصر الأجوبة الأصولية شرح العقيدة الواسطية لعبد العزيز السلمان

•        موقع الدرر السنية الموسوعة الحديثيهwww.dorar.net